إبراهيم : أخزى الله بعض أولياء الفتيات ، حيث يكونون سببا لوقوع ولياتهم وقريباتهم في الزنا ، فكما تدين تدان .. ( إن الزنا دين فإن أقرضته *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم ) ، فهم عندما يهتكون أعراض الناس نسوا أنه سيأتي يوم تنتهك فيه أعراضهم أيضا وبصورة أقذر وأبشع ، فهم يجرون بناتهم وأخواتهم وزوجاتهم إلى الزنا من حيث لا يعلمون عندما يرتكبونه في بنات وأخوات وزوجات الآخرين !!
ـ محمد : وليعلم أولئك الذين يسعون إلى الرذائل والفواحش أن الدين من جنس العمل ، وأن من يرض أن يزني بحليلة غيره فليتوقع أن تحل المصيبة في أحد من أهله ، أوَ يرض عاقل ذلك لنفسه ؟ أو لأحد من نساء بيته ؟ هل يرضاه لأمه هل يرضاه لأخته هل يرضاه لأبنته هل يرضاه لزوجته هل يرضاه لقريبة من قريباته ؟ بالتأكيد لا ، إلا أن يكون قد انتكست فطرته كما هو الحال عند بعض الساقطين الذين يقودون على قريباتهم فأولئك كالأنعام بل هم أضل وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ؛ فكما أن الإنسان لا يرضاه لقريباته فكذلك الناس لا يرضونه لقريباتهم ؛ فليصن كل واحد منا عرضه بصونه لأعراض الناس ، ولنحافظ على شرفنا بمحافظتنا على شرف الآخرين ..
ـ قلت للفتاة : لقد أخطأتِ وارتكبتِ خطأً فادحا وجنيت على نفسك عندما لم تخبري أحدا من أهلك في البداية بأمر الشاب ، فإنك لو فعلت ذلك لما وصل الأمر إلى ما هو عليه الآن ، وللأسف هذا حال كثير من الفتيات عندما يقعن في هذا الأمر لا يعلمن أهليهن ، فيقعن في سوء تصرفهن وتنقلب الموازين عليهن ويتفاقم الأمر وتكبر المشكلة ، وكان حلها بسيطا غالبا !!
ـ محمد : ألم يكن لديك وازع من دين أو إيمان ؟!
ـ أجابت : احمد ربك أنك لم تقع في شيء من هذه الأمور .. ، فإن صاحبها إن وقع فيها صعب عليه التخلص منها بل يزيد انغماسا فيها يوما بعد يوم ، إلا من رحمه الله تعالى ... فإن الشهوة إذا ركبت إنسانا جعلته حيوانا ، لا يفكر في دين أو حياء ، خاصة إذا توافرت أسباب أخرى ، فالشيطان يزين لنا المنكر والنفس تدعونا إليه ..
ـ إبراهيم : ومثل هذه الملابس الخليعة التي تلبسين ، ألا تجر الشباب الفاسد إلى الجري ورائك وملاحقتك ؟!
ـ قالت : نعم هذا صحيح ، وأنا وأمثالي نتعمد التبرج والسفور وإبداء المفاتن والعورات لجذب الشباب وكي نلقى المديح والإطراء وكلمات الحب والغرام وكي نوقعهم .
ـ قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ألم تقرئي قول الله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين والله عزيز حكيم ) وقوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) !؟؟!
ـ محمد : أما علمت أن ذلك حرمه الله ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهم على جيوبهن ، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) فهلا عملت بالآية ؟ .. ألم يمر عليك حديث الرسول عليه السلام : ( صنفان من أهل النار لم أرهما : رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلنا الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) !!
ـ قالت الفتاة : في البداية كنت أظن أن التبرج والسفور هو عنوان التقدم والرقي ، ولا حرج فيه ، خاصة أني لم أكن أفكر في الفاحشة ، بل لم ينهني أب أو أم أو أحد من أهلي عن لبس ما أشاء ... إلا ما كنت أسمعه من بعض الصديقات بين الفينة والأخرى ، وكنت أرد عليهن بأني طاهرة عفيفة صافية القلب ولا يضرني ما ألبس .
ـ قلت : سبحان الله ، فبسبب ذلك جررت الوبال والهلاك على نفسك .. يا حسرة على فتيات المسلمين اللاتي يجرين وراء الموضة ويقلدنا الغربيات وما يشاهدن في الأفلام والمسلسلات ، وينبذن تعاليم دينهن الحنيف الذي جعلهن جواهر مصونة .
ـ قالت : بل الأدهى والأمر من ذلك أنني كنت أستهزئ بالفتيات المتحجبات المحتشمات ، وأصفهن بالتخلف والجمود والرجعية ، بل إن هذه الفكرة هي السائدة في بيتنا كله .
ـ إبراهيم : للأسف انقلبت المفاهيم وانعكست الفطر .. فالحق أصبح باطلا في أعين الناس والباطل حقا .. والمستقيم متخلفا ، والفاسق متطورا ، فبخ بخ لأهل التطور إذا كان يعني لديهم الفجور والفسوق فهنيئا لهم عذاب الله وسخطه وعقابه !
ـ الفتاة : لا تلمني يا أخي فالبيئة التي نشأت فيها هي التي غرست في عقولنا هذه الأفكار السقيمة حتى ظننا أننا على الحق والذي لا حق سواه ..
ـ محمد : ألا يوجد لديك صديقات صالحات ؟! ...ألا تجلسين في حلق العلم ومجالس الذكر التي تقيمها بعض الأخوات الفاضلات ؟! فإني أرى أن الجهل بأمور الدين من أعظم الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى الانحراف ؟!
ـ الفتاة : ليتني كنت أفعل ذلك .. ولكن للأسف كما أخبرتك فإنني كنت أكره الفتيات الصالحات ولا أقربهن إلا لأجل الاستهزاء بهن ، بل حتى أبي لم يأمرنا بذلك وكان في المقابل لا يمانع من جلوسنا أمام التلفاز أو القنوات الفضائية الساعات الطوال ، وكأنه غير مسؤول عنا ، ولا يهمه أمر صلاحنا من فسادنا ، وللأسف فكما تعلم أن لهذه القنوات ولوسائل الإعلام دور كبير في جر الشباب ـ بل المجتمع عامة ـ إلى مستنقع الفساد والرذيلة والإجرام ، بل تصور أن أحد أبناء جيراننا ممن يدمنون على مشاهدة الأفلام الخليعة والصور الهابطة وقع في الفاحشة مع أخته ...
ـ نحن : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ قلت : ألهذه الدرجة يصبح الإنسان حيواناً ؟!
ـ محمد : بلا أضل من الحيوان !
ـ